مدخل القسط :حق الغير : العفة والحياء
مدخل القسط
حق الغير: العفة والحياء
عفة وحياء سيدنا يوسف عليه السلام اللذان منعاه من ارتكاب الفاحشة مع امرأة
العزيز. { وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت
الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون}
يوسف 23 .
اعتراف النسوة وامرأة
العزيز بعفة وصدق حياء سيدنا يوسف عليه
السلام { قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن
حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأت العزيز الآن حصص الحق أنا راودته عن نفسه
وإنه لمن الصادقين } يوسف 51.
1-العفة
والحياء: المفهوم والتجليات.
{ ما المقصود بالعفة
والحياء لغة واصطلاحا؟ وأين تتجلى مظاهرهما}
أـ
مفهوم العفة: لغة تعني الكف والامتناع
وهي ضد الفاحشة. واصطلاحا تعني الكف والامتناع عن كل ما حرم الله من الأقوال
والأفعال والأحوال الدنيئة الفاحشة، بشكل اختياري طلبا لرضا الله.
ب ـ
تجليات العفة:
ـ مجاهدة
النفس وتهذيبها وتحريرها من رِقِ ـ عبودية ـ
الشهوات المحبوبة والتعلق بها.
ـ تجنب الزنا ومقدماتها بصون اللسان والقلب، وغض البصر
والطرف عن محارم الله وعدم إتباع خطوات الشيطان.
ـ تجنب التبرج وإظهار المفاتن، وصون الكرامة
الشخصية....
ج ـ
مفهوم الحياء: لغة هو الحشمة والانقباض،
وهو ضد الوقاحة. واصطلاحا هو انقباض النفس عن القبائح والفزع منها هيبة من الله
ومحبة له.
د ـ
تجليات الحياء:
ـ التحلي بخلق الاحترام في الأقوال والأفعال والأحوال
والمظهر والمخبر؛
ـ الحشمة والوقار وغض البصر والطرف عن ما لا يليق؛
ـ القول الحسن
وصون اللسان عن الكلام الفاحش البذيء؛
ـ مراقبة الله سبحانه في
كل حال ...
2- علاقة العفة بالحياء في القول والعمل
{ أين تكمن / تتجلى علاقة العفة بالحياء في القول
والعمل؟ }
ـ العلاقة بين العفة والحياء علاقة وثيقة جدا حتى يظن
البعض بأنهما بمعنى واحد، فالعفة تعد أمهات الفضائل، والحياء فرع من فروعها،
ـ والحياء له دور في ثبات العفة واستمراريتها لدى الإنسان، و هذا ما ذهب إليه على بن أبي
طالب رضي الله عنه في قوله « على قدر
الحياء تكون العفة»
ـ الحياء ثمرة من ثمرات العفة كما قال على بن أبي طالب
كرم الله وجهه «أصل المروءة الحياء
و ثمرته العفة»
3-العفة والحياء أساس تحصين الفرد والمجتمع.
{ كيف ذلك؟/ كيف يمكن
لخلقي العفة والحياء تحصين الفرد والمجتمع مما يضرهما؟}
ـ تشجيع لأفراد المجتمع
على التقوى والكف عن الانقياد وراء شهوات النفس وأهوائها قال تعالى: «وأما من خاف
مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى»النازعات 40.
ـ سياج رادع لكل انحلال
أخلاقي وصمام للأمن والأمان إزاء الكوارث الخلقية المنتشرة اليوم.
ـ تأمين وسلامة للمجتمع من
تفشي الأمراض والآفات،و حصانة له من الفاحشة والرذيلة قال تعالى "ولا تقربوا
الفواحش ما ظهر منها وما بطن" الأنعام 152
ـ حماية للمجتمع من المجون
والإباحية.
إضـــــــــــــافـــــــــــــات:
ـ الفرق بين الحياء
والخجل: الحياء خلق محمود يدل على
قوة واستقامة صاحبه، أما الخجل فهو شعور مرضي يدل على خوف وضعف صاحبه.
ـ أنواع الحياء: للحياء نوعان حياء فطري غريزي يولد مع الإنسان كما
في حياء آدم وحواء عليهما السلام وهو شعبة من شعب الإيمان، وحياء مكتسب؛ يكتسبه
المسلم من خلال معرفة عظمة ربه وجلاله ومحبته ومراقبته وهو من أعلى مراتب الإحسان.
ـ مكانة وأهمية الحياء: الحياء من الدين لقوله صلى الله عليه وسلم :
لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء" والحياء من الإيمان لقوله صلى الله
عليه وسلم " الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء والجفاء
في النار" والحياء كله خير قال صلى الله عليه وسلم " الحياء لا
يأتي إلا بخير " والحياء خلق الأنبياء والصحابة والصالحين ...