مدخل التزكية : الإيمان والفلسفة 1 BAC
بسم الله الرحمن الرحيم
مدخل
التزكية : الإيمان والفلسفة : د:15
أولا ـ أنشطة القراءة والتدبر:
1 ـ الوضعية المشكلة: ـ وأنت تدرس مادة الفلسفة تبادر
إلى ذهنك مجموعة من التساؤلات من قبيل:"من أنا", " كيف خلقت",
" كيف خلق الله هذا الكون بهذه الدقة..."
فتساءلت عن ذلك محاولا إيجاد
إجابة مقنعة، فاهتديت إلى طرح هذه الأسئلة على أستاذ التربية الإسلامية.
هل هناك علاقة بين الفلسفة و الإيمان؟
كيف يمكن للمرء أن يهتدي إلى الإيمان من خلال دراسة
الفلسفة؟
1 ـ التوثيق : سورة البقرة: مدنية.عدد
آياتها:286، ترتيبها2، سميت بسورة البقرة لذكر قصة بني إسرائيل مع سيدنا موسى حين
طلب منهم ذبح البقرة كما أمره الله تعالى للكشف عن القاتل.
2 ـ شرح المفاهيم :
ـ الحكمة: النبوة. ـ أولو الألباب: أصحاب العقول الراجحة. ـ أرباب: ج
:رب.الآلهة. ـ أسماء سميتموها: أصنام سميتموها
آلهة
سلطان: حجة وبرهان. ـ الدين القيم: المستقيم الذي لا عوج فيه.
3 ـ المضامين : ـ بيان الآية الكريمة فضل الحكمة .
ـ محاولة سيدنا يوسف إقناع السجينين
بتوحيد الله عز وجل ونفي الشرك عنه سبحانه.
4 ـ استخراج القيم والأحكام:
ـ التحلي بالحكمة من سمات العقول الراجحة
والنيرة.
ـ توحيد الله عز و جل عبادته هي أساس
الرسالات السماوية.
ثانيا ـ التحليل: المحور الأول : في حقيقة الفلسفة والنظر الفلسفي:
1 ـ مفهوم
الفلسفة: الفلسفة وفقا
لمعناها الاشتقاقي تعني " محبة الحكمة" أو " السعي إلى المعرفة"
و قد عرفها ابن
رشد بقوله : " فعل الفلسفة ليس شيئا أكثر من النظر في الموجودات و
اعتبارها"
2 ـ حقيقة الفلسفة: تضم الفلسفة نتاج التأمل
و التساؤل و التفكير لبشري المتعدد و المتنوع و الغني ، والمتصل بشروط و ظروف إنتاجه. و لاشك أن أنماط التفلسف
قد اختلفت و تباينت من ثقافة إلى أخرى.
3 ـ التفكير الفلسفي يقوي العقل و
يطور التفكير:
بالنظر إلى التفكير الفلسفي و خصائصه (حر،نقدي ، تجريدي،
كلي،نسقي.) نجد بأنه ينمي ملكة العقل و يطور التفكير. فالتفكير الفلسفي يعتمد على
العقل، وهذا ما سيجعلنا نتطرق إلى مفهوم العقل عند الفلاسفة وكذا النظر العقلي
عندهم.
أـ مفهوم
العقل عند الفلاسفة:
العقل قوة النفس التي بها يحصل تصور المعاني و تأليف
القضايا و الأقيسة فهو فوق تجديد تنتزع الصور من المادة ، و تدرك المعاني الكلية.
ب ـ النظر العقلي
في الفلسفة:
اشتغلت الفلسفة في
صورتها التاريخية على صياغة قضايا الإيمان و الدين في مباني ز انساق فلسفية عقلية
صرفة ، وقد توصل كثير من الفلاسفة في كل العصور إلى بعض حقائق الإيمان من مثل
إثبات واجب الوجود ، والبعث و دار الخلود ، وقد انتهت بعض الفلسفات الإيمانية إلى
رسم معالم إيماني نظري صوري. من خلال هذا يتضح جليا أن التفكير الفلسفي يهدف
بالأساس إلى إعمال العقل للوصول إلى الحقيقة الثابتة .
3 ـ المنهج الفلسفي الموضوعي و أثره في ترسيخ
الإيمان:
يستخدم المنهج
الفلسفي المنهج التأملي و العقلي و التحليلي: ـ تأملي : يعتمد على التفكير الذاتي
للفيلسوف. ـ عقلي: يعتمد على العقل في إدراكه .
تحليلي :لأنه يحاول الوصول للأسباب الأساسية الأولى
للموضوعات.
باستخدام هذا المنهج
يستطيع المؤمن أن يرسخ إيمانه، حتى يصل إلى الإيمان الحق، فداخل الإيمان يمكن أن نميز بين
جانبين متداخلين:
موضوع الإيمان و مادته: يتحصل جزئيا بالعلم و الفكر و
النظر، غير أنه لا يكتمل تحصيله و لا يترسخ باعتباره معتقدات إلا بالإرادة و العمل
و المجاهدة .
الصلة و التفاعل الإيماني: يتقوى جزئيا بالعلم و النظر، غير
أنه لا تدرك مراتبه المعتبرة إلا بالعمل بنية التعبد على وجه الإخلاص.
و كلما توسع التفاعل الإيماني ارتقت مدارك العقل ، و تفتحت
آفاق جديدة للفهم ، إلى أن تبلغ بصاحبها مقام الراسخين في العلم.
4 ـ لا تعارض بين الفلسفة الراشدة و الإيمان الحق:
تدعو الفلسفة إلى
إعمال العقل من أجل الوصول إلى الحقيقة ، و قد تبين لنا ذلك من خلال خصائص التفكير
الفلسفي، كذلك يدعو اللإيمان إلى استعمال العقل ، لأنه المنحة الإلهية التي فرقت
بين الإنسان و الحيوان، وليس للعقل حدود إلا ما حدده الله، و الأدلة من القرآن
كثيرة منها:
قال تعالى: ﴿لو أنزلنا هذا القرآن على جبل
لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله و تلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون. ﴾ سورة الحشر 21
وقال أيضا:﴿ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند
غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. ﴾ سورة النساء الآية 82
﴿أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم
قلوب لا يعقلون بها أو آذان لا يسمعون بها فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب
التي في الصدور. ﴾سورة الحج الآية 44.
﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ
مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ﴾ سورة ص:29
و غيرها من الآيات .
فالعقل يصون الإيمان وليس خطراً عليه ، حيث نجد أن إبراهيم
عليه السلام عندما أعمل عقله وطلب الدليل في خلق الله إنما كان يتحسس نعمة العقل
الذي هداه أصلاً إلى الله عز وجل.
تاجه. و لاشك أن أنماط التفلسف قد اختلفت و تباينت من ثقافة
إلى أخرى.