مدخل: الاقتداء الدرس السابع: الرسول صلى الله عليه وسلم نموذج الكمال البشري
مدخل:
الاقتداء الدرس السابع: الرسول صلى الله عليه
وسلم نموذج الكمال البشري
نصوص
الانطلاق:
قال
الله سبحانه: "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن
كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"
سورة الأحزاب الآية 21
قال
الله تعالى: "وَإِنَّكَ
لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ".
سورة القلم الآية 4
المفاهيم
الأساسية:
إسوة:
قدوة ومنهج صحيح وحسن.
عظيم:
غاية في التعظيم والجلال.
الأحكام
الشرعية للآيات القرآنية:
1. ربط الله سبحانه الأمر بإتباع أخلاق النبي عليه السلام بعبادته عز وجل
والإيمان باليوم الآخر، وهما من أهم أساسيات العقيدة الصحيحة.
2. إقرار من الله تعالى على عظمة وجلال أخلاق النبي عليه السلام، وأنه يتصف
بصفات الكمال وتمام الأخلاق الحميدة.
المحور الأول: سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم النموذج الكامل والقدوة الحسنة:
أولا : مفهوم
القدوة:
أ.
لغة:
التأسي والإتباع...
ب. اصطلاحا: هي السير على منهج وطريقة المقتدى به، عن طريق التأسي بأقواله وأفعاله.
ثانيا:
الحاجة إلى القدوة: (مركزية وجود نموذج للتأسي في نجاح الدعوة وتوجيه السلوك):
القدوة الحسنة هي من أنفع الوسائل وأقربها للنجاح
وأكثرها نجاعة في حياة الناس، وتظل كلمات المربين مجرد كلمات عابرة، إذا لم تتحول
إلى حقيقة واقعة، وما لم تترجم إلى تصرفات وسلوك ومعايير ثابتة عند المقتدى به.
ويصل وجود القدوة الحسنة في حياتنا إلى الوجوب، إذا وجدت قدوات سيئة فاسدة تحسن
عرض باطلها. وتلمعه بشكل أشكال الإغراء والإثارة.
ثالثا: التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم دليل على
محبته وصدق الإيمان به:
إن الرسول صلى الله عليه وسلم
هو النموذج المثالي والقدوة الحسنة للمسلمين، وقد استطاع بهذه الصفات أن يجعل
الصحابة يتتبعون تصرفاته وحركاته، ويعملون بها؛ بل ويتنافسون في الاقتداء بها، وقد
علمنا النبي عليه السلام ارتباط الإيمان بمحبته قائلا: "لا يؤمن أحدكم حتى
أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين". ومن تم فالتأسي بالنبي
عليه السلام يبين صدق إيمان المسلم به ودرجة حبه له، أما إن كان حب المعاصي
والذنوب التي نهى عنها عليه السلام أقرب إلى قلوبنا، فذلك دليل على عدم محبته صلى
الله عليه وسلم ولا الإيمان به.
المحور الثاني: معالم الكمال
الإنساني في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم شخصية فذة، استطاع أن يجمع كفاءات عديدة
ويوازن بينها، بل ويقوم بمسؤولياته كاملة، فهو رب الأسرة، وقائد الجيش ورئيس
الدولة، وهو السياسي، والقاضي والمستشار، والمربي والعابد....إلى غير ذلك من مهامه
عليه السلام التي استوعبت كل جوانب حياة البشر، الأمر الذي جعل من رسول الله صلى
الله عليه وسلم المثل الأعلى للناس كافة على اختلاف طبقاتهم وتخصصاتهم. ومما ساعد
على اكتساب رسول الله لخصائص الكمال، عبادته لله تعالى وطاعته وشكره، فكان بذلك
مثلا أعلى لما ينبغي أن يكون عليه الصالحون.
ومن نماذج الكمال البشري للرسول صلى الله عليه وسلم:
الحياء: وهو انقباض النفس عن القبائح،
فما اقترب من معصية، لا قولا ولا فعلا... وقيل عن النبي عليه السلام أنه:
"أشد حياء من العذراء في خدرها".
الحلم والعفو: وهو الصفح
والعفو عند المقدرة، فقد عفا عن كفار قريش بعد فتح مكة قائلا لهم: "اذهبوا
فأنتم الطلقاء"، وغفر للكثير ممن عرضوه للأذى.
جوده وكرمه: وصف عليه
السلام بأنه "أجود بالخير من الريح المرسلة"، فهو يعطي عطاء من لا يخاف
الفقر.
خشيته وطاعته: قال عليه السلام: "إني لأخشاكم لله وأتقاكم له"،
وكان يتعبد عليه السلام ربه بقيام الله حتى تتورم قدماه، شكرا لله.
تواضعه: فلم يكن
الرسول عليه السلام يسعى إلى مجد أو مدح من أحد، وإنما كان يعتبر نفسه عبدا من
عباد الله ورسوله، لذلك تواضع عليه السلام في تعامله مع جميع شرائح المجتمع
(الفقراء، المساكن، الضعفاء، الملوك، الأمراء...) بنفس الطريقة بدون تمييز أو حيف.